بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 19 أبريل 2017

القضاء على الإرهاب .. بقلم / حامد المحلاوى

القضاء على الإرهاب ؟!! ...... الحل عند عادل إمام ! ..

ليست نكتة ولا هزلا في موضع الجد .. فإن كنا عازمين فعلا القضاء على الإرهاب فلا حل إلا بجعلها قضية وطن بأكمله وليس قضية دولة ( جيش وشرطة وأجهزة أمنية ) .. أين ذهب الفن وأين ذهبت الأغنية والسينما والمسرح ؟ .. أين ذهب الأدباء والشعراء والكتاب وقادة الفكر والتنوير ؟! .. تقاعسوا جميعا عن أداء دورهم الوطني ووقفوا موقف المتفرج العادي .. هنا أتذكر كلمة للراحل العظيم عبد الوهاب المسيري : المثقف الذي لا يترجم أقواله إلى أفعال لا يستحق لقب مثقف ..
عادل إمام رغم أنه قارب الثمانين لم تغب عنه شمس النجومية أبدا .. لماذا ؟ .. لأنه مبدع حقيقي .. ولأنه أيضا فنان صاحب قضية .. الدلالة على ذلك أن أكثر الانتقادات الحادة له أتت من الجماعات الإسلامية لاعتقادهم أنه كان له أثر كبير في تسفيه فكرهم ومعتقداتهم .. ظهر ذلك جليا في بعد عرض فيلم " طيور الظلام " وأيضا فيلم " الإرهابي " ثم فيلم " الإرهاب والكباب " " .. حتى فيلم " حسن ومرقص " مع الفنان عمر الشريف كان يدافع فيه عن الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين ويدعو بطريقة مبطنة إلى إيجاد حالة من التواؤم والسلام الاجتماعي بين أصحاب الديانتين لدرجة أنك لم تكن تستطيع أن تفرق بين المسلم والمسيحي في الفيلم بسهولة .. ومع أن هذا الفيلم كان مهما جدا في تلك المرحلة التي شهدت حالات من العنف الطائفي إلا أنه ناله انتقاد عنيف من مختلف التيارات حتى من البابا شنودة نفسه ! ..
في التسعينات حاولت فرقة مسرحية من طلبة جامعة أسيوط ( معقل الإرهاب في تلك الفترة ) عرض مسرحية على مسرح قصر الثقافة فهجم عليهم مجموعة من شباب تلك الجماعات الضالة وأوسعوهم ضربا بالسنج والجنازير ومنعوهم من تقديم عرضهم المسرحي فخاف الشباب وانصرفوا عن عرض مسرحيتهم .. هنا قرر هذا الفنان الوطني الذي غامر بحياته وحياة فرقته وذهب إلى أسيوط لعرض مسرحيته الشهيرة " الواد سيد الشغال " .. لم يبالي بحجم الخطر الذي قد يتعرض له وفرقته .. مؤكد أن ذلك كان من أجل مصر وليس من أجل شعارت فارغة جوفاء من تلك التي تطلقها حناجر الناشط السياسي الواهي الضعيف ...
أفلام عادل إمام تعد نموذجا رائعا في محاربة الإرهاب حيث إنه نجح نجاحا باهرا في خلق رأي عام شعبي معارض لهذا الفكر الضال المنحرف .. استطاع ببراعة شديدة - رغم صعوبته - مزج الفكرة بالكوميديا .. وهو ما جعل الاستجابة السريعة تنجح في أن تكون حائط صد هائل ومنعة شعبية ضد انتشار الفكر المتشدد أو تمدد الجماعات الإرهابية في الأوساط الشعبية ..
نحن الآن في حاجة إلى أكثر من عادل إمام وأكثر من وحيد حامد .. نحتاج الأغنية الشعبية الوطنية الهادفة التى تعرف الناس خطورة المرحلة في كلمات بسيطة وإيقاع مميز يصل إلى قلوب وعقول الناس .. المحزن حقا أنه لا دور بالمرة لوزارة الثقافة وهي جهة حكومية وتملك عددا هائلا من قصور وبيوت الثقافة في كل أنحاء الجمهورية .. حتى الإذاعة والتليفزيون الحكومي أيضا يغطان في نوم عميق ويبدو أنهما منفصلان بالكلية عن الحال الصعبة التي تعيشها البلد وكأن الأمر لا يخصهما في شيء ! ..
عزيزي الفنان .. عزيز المثقف .. أنت مقصر ومتقاعس عن أداء واجبك .. وطنك يحتاجك وأنت تملك أن تساعد ! ..







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق