ما بين النهر والصخر ... بقلم / محمد جاد هزاع

( مابين النهر والصخر )
_________________
قالت : لم تتعلم الدرس قط .
قلت : اتعلَّمُ من جديد ، بفضلك وكرمك وجودك ، مولاتي .
قالت : ماتعلقت بشيء إلا أفسدته عليك ، استخلصك لنفسي .
قلت : عذرا مولاتي فأنا عاشقٌ ، والعشاق قد يواقعون أودية التيه أحيانًا .
قالت : جزاء وفاقًا ، فقد اصطنعتك على عيني ، ولكن بصرك يزيغ ويطغى .
قلت : بلى ولكن ما كذَب الفؤاد ما رأى .
قالت : كذبت أيها الدعي ، وإلا ما رأى غيري .
قلت : تعلقت بصورة لك مولاتي .
قالت : الصور إن انفصلت فحجاب عليَّ ، وإن اتصلت فبابٌ إليّ .
قلت : بابًا أرجو، يا مولاتي .
قالت : صائد الوحوش ، لايركن للكهوف ، فربما دُخِلّ عليه فيلقي حتفه .
قلت : متعب حتي النخاع سيدتي .
قالت : استرح على رأس نخلة لا في ظلها .
قلت : أفعل سيدتي .
قالت : الكهوف للقواعد من النساء ، فلا تنتصح بنصحهن ، وإلا فانت مثلهن .
قلت : لا أفهم .
قالت : سكان ( الجبل ) ليسوا كسكان ( الوادي ) ، فهؤلاء إن حدثتهم عن ( النهر) ، حدثوك عن ( الصخر ) .
قلت : أدلهم على النهر .
قالت : نهر في حالة الفيضان يغرقهم ؟ هؤلاء ، ياقرة عيني ، يكفيهم قليل جدًا من ماء المطرالشحيح ، وربما يزعجهم ، بل يرعبهم الطوفان .
قات : أ أتركهم سيدتي ؟
قالت : لا ، ولكن كن على قدرخطوهم لا خطوك .
قلت : أقطع ما أقطعه في ثانية ، في عمر .
قالت : تلك محنتك فاختر لنفسك .
قلت : حتى .....
قالت : حتى تنتهي التجربة .
قلت : أوتنتهي ؟
قالت : النهايات لدينا بدايات .
قلت : دائرة .
قالت : وهل ثم سوى الدائرة ؟
قلت : ومركزها ؟
قالت : عينها علي كل النقاط في محيطها .
قلت : كلهم سواء ؟
قالت : من حيث الإنتماء ، لا القرب ولا الإلتجاء .
قلت : تعلمت .
قالت : فالزم .

____________________________________________
نص من مجموعتي الجديدة ( #سر_الوادي_المقدس_طوى )
تحياتي #محمد_جاد_هزاع .